ترجمة حياة
المعصومين الأربعة عشر
صلوات الله عليهم بنحو الاختصار
الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله
اسمه : في السماء أحمد وفي الأرض محمد صلى الله عليه وآله . وأشهر ألقابه المصطفى . وأشهر كناه : أبو القاسم .
والده : عبد الله وقد مات قبل ولادته رضوان الله تعالى عليه.
والدته : آمنة بنت وهب رضوان الله تعالى عليها .
ولادته : بمكة المكرمة يوم الجمعة ( 17 ) ربيع الأول بعام الفيل في عصر سلطنة كسرى ( أنوشروان ) بالقول المشهور عند الإمامية.
بعثته : فلما بلغ عمره الشريف ( 40 ) سنة صدع بالأمر وأظهر النبوة بأمر من الجليل .
هجرته إلى المدينة : بعد مضي ثلاثة عشر من بعثته هاجر إلى يثرب ، بسبب إيذاء المشركين له وللمسلمين ودعوة الأنصار ، الذين أسلموا من أهل المدينة وجاهدوا بين يديه بأموالهم وأنفسهم إلى حين وفاته ، وهاجر من بعده بقية المسلمين ولحقوا به وسموا هؤلاء بالمهاجرين ، كما سموا أولئك بالأنصار وسميت يثرب ( بمدينة الرسول ) .
وفاته : وفي السنة الحادية عشر من الهجرة وفي الثامن والعشرين من شهر صفر لبى نداء ربه . وقد مضى من سني عمره الشريف ثلاث وستون سنة ودفن في داره .
أزواجه : أولهن وأفضلهن وأوفاهن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وهي أول من أسلمت من النساء وآمنت بالله وبرسوله ، وقد آوت ونصرت رسول الله وشاطرته الأذى والمصائب ، وأنفقت جميع أموالها في سبيل الله ، وكانت مليكة قريش في جمالها وجلالها وكمالها وثروتها الطائلة وأخلاقها الفاضلة ، وقد اجتباها الله من بين أمهات المؤمنين ، وجعل ذرية خاتم أنبيائه منها ووهب لها من صلب نبيه صلى الله عليه وآله الإنسية الحوراء فاطمة الزهراء سلام الله عليها .
وقد تزوج صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاة خديجة من
ثلات عشر زوجه وقد أعرضت عن ذكرهن رعاية للاختصار .
أولاده صلى الله عليه وآله وسلم : قـد اختلف المؤرخون العلماء في أولاده هل الذين ينسبون إليه من صلبه ؟ أم هم ربائبه أم غير ذلك ، وليس هذا المختصر محل الشرح والبسط والجرح والتعديل والرد والقبول ، فنقتصر على من اتفقت عليه أقوال الجميع وآراؤهم :
فاطمة الزهــراء سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ، وأمها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها كما ذكرنا .
إبراهيم عليه السلام وأمه مارية القبطية .
غزواته صلى الله عليه وآله وسلم : الحروب التي وقعت في زمانه بين المسلمين والكفار نيف وثمانون كما ذكروا ، وأهمها : غزوة بدر وأحد وخيبر والأحزاب وحنين والفتح .
الإمام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام
أشهر أسمائه : علي . وأشهر ألقابه : أمير المؤمنين . وأشهر كناه : أبو الحسن .
والده : أبو طالب(عبد مناف) بن عبد المطلب بن هاشم رضوان الله تعالى عليهم . ( مؤمن قريش ) .
والدته : فاطمة بنت أسد بن هاشم رضوان الله تعالى عليها .
ولادته : ولد سلام الله عليه في الكعبة المشرفة يوم الجمعة ( 13 ) شهر رجب سنة ( 30 ) من عام الفيل على القول المشهور .
وفاته : استشهد سلام الله عليه في ليلة ( 21 ) من شهر رمضان سنة ( 40 ) هجرية . وقد مضى من عمره الشريف ثلاث وستون عاما .
قاتله : ضربه على رأسه الشريف ابن ملجم المرادي بسيفه المسموم والإمام في حال الصلاة بمسجد الكوفة في الليلة التاسعة عشر من الشهر .
أشهر
الوقائع في أيام خلافته
حربه مع الناكثين والقاسطين والمارقين :
النـاكثـون
قامت عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله ونسيت الآية الشريفة : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجـن تبرج الـجاهلية الأولى ...
) ونهضت لحرب أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ، بتحريك من طلحة والزبير الذَيْنِ بايعاه للخلافة أولا ، ثم سولت لهما نفسهما فنكثا بيعته وضيعا مقام صحبتهما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وركّبا أمهما على الجمل وساقاها إلى البصرة ، وجهزا جيوشاً من المنافقين والمستضعفين مُؤَمِلا للخلافة ، فسار أمير المؤمنين عليه السلام بالمهاجرين والأنصار نحو البصرة ، فوعظهم ونصحهم وخوفهم من غضب الله في الدنيا وخزيه وعذابه في الآخرة ، ولكن النفاق وحب الرياسة قد أخذ مأخذهما منهم ولم يتعظوا ، فبدؤا بالحرب وحملوا على رسوله عليه السلام وهو حامل للقرآن المجيد ورشقوه بالنبال وقطعوه وقتلوه ومزقوا كتاب الله .
فهناك وجب على أمير المؤمنين عليه السلام الدفاع وإطفاء نار الفتنة ، فحمل عليهم بجنود الله فما استقاموا له إلا أياماً معدودات حتى غلبوا وهلكوا فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين . وهلك طلحة مع الهالكين وأعرض الزبير عن الحرب وقُتِل غدراً في طريقه . وأرسل عليه السلام عائشة إلى المدينة واحترمها إكراماً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .
القـاسطـون
القاسطون هم معاوية بن أبي سفيان وأصحابه .
إن معاوية ظلم الدين ولم يبايع أمير المؤمنين عليه السلام وخالف خليفة المسلمين ، وقام لأخذ ثارات أشياخه الذين قتلهم الإمام في غزوة بدر بأمر من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
فنهض لقتال الإسلام والإيمان ، وقد كان يتهيأ ويستعد لهذا اليوم من يوم إمارته على الشام ، فجهز جيشه فجمع كيده ثم أتى ، ومشى إليه أمير المؤمنين عليه السلام بجنوده وعساكره من المهاجرين والأنصار والتقى الفريقان بصفين فطال الحرب بينهما واشتد القتال ، فوقع القول على الفئة الباغية فغلبوا هناك وانقلبوا صاغرين . فلما ضاق الخناق على معاوية ورأى الموت والهوان برأي العين استشار شيطانه عمرو بن العاص فأشار إليه برفع المصاحف ونادوا : ( يا معشر العرب الله الله في دينكم هذا كتاب الله بيننا وبينكم ) . وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ( اللهم إنَّك تعلم أنهم ما الكتاب يريدون فاحكم بيننا وبينهم ) . وآل الأمر إلى التحكيم فمثّل عمرو بن العاص صاحبه معاوية وعمل حيلة وغدر بأبي موسى الأشعري ، فرجع كل من الفريقين إلى بلاده من غير نتيجة والقلوب تغلي من الغيظ .
وجهز أمير المؤمنين عليه السلام جيشه ثانياً لإطفاء فتنتهم ، ولكن أحب الله لقاء وليه فلبى نداءه واستراح من همِّ الدنيا وغمها . فلعب من بعده ابن آكلة الأكباد بالإسلام والمسلمين ، فبدل الخلافة بالسلطنة وجعلها إرثاً في أولاده وأسرته الشجرة الملعونة في القرآن ، ألا لعنة الله على القوم الظالمين : ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً . وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ).
المـارقـون
المارقون هم فئة مرقت عن الحق وخرجت على إمام زمانها من بعد وقعة صفين ، وعلى رأس هذه الجماعة مجموعة من المنافقين الذين كانوا يتطلبون الوسائل للخروج عن طاعة الإمام ، فضلوا وأضلوا كثيرا من المستضعفين ، وأشرف عليهم أمير المؤمنين عليه السلام بنهروان من بعد ما قتلوا حاكمه ، وهم كانوا اثني عشر ألف مقاتل . فوعظهم ونصحهم ودعاهم إلى التوبة ، فتاب منهم ثمانية آلاف وبقيت أربعة آلاف على عنادهم وطغيانهم واستكبروا استكباراً ، فأمر الإمام عليه السلام بالحملة عليهم فقتلوا جميعاً إلا تسعة كما لم يقتل من عساكره إلا تسعة . وقد أخبر عليه السلام أصحابه بذلك قبل الوقعة.
أزواجه : كان للإمام عليه السلام عدة أزواج . نذكر في هذا المختصر اثنتين منهن فقط لامتيازهما على ما سواهما .
الأولى : فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد زوجها النبي من ابن عمها علي عليه السلام بأمر من العزيز الحكيم ، وكان عقد زواجها في السماء ، عاقده الجليل وخطيبه راحيل والواسطة جبرائيل . وهي أفضلهن وأشرفهن وأحبهن إليه ، وأول من اختارها وتزوجها ولم يتزوج بغيرها ما دامت هي في الحياة .
والأخرى : فاطمة الكلابية المكناة بأم البنين والدة أبي الفضل العباس ، قمر بني هاشم صاحب راية أخيه أبي عبد الله الحسين عليه السلام بكر بلاء . وهي بعد فاطمة الزهراء أكمل زوجات أمير المؤمنين عليه السلام وأوفاهن رضوان الله عليها وعلى أبنائها الأكبش الأربعة .
أولاده عليه السلام : كان لأمير المؤمنين عليه السلام على المشهور من البنين اثنا عشر ومن البنات ستة عشر والمجموع ثمانية وعشرون من شتى النساء نذكر منهم تيمنا وتبركا ستة فقط مراعاة للاختصار :
الأول والثاني : الإمامان الهمامان الـحـسن والـحسين سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله صلى الله عليهما وعلى جدهما وأبيهما وأمهما .
الثالث : محمد بن الحنفية صاحب راية أبيه أمير المؤمنين عليه السلام في الحروب ، وكفى له فضلا وفخرا ولشجاعته وشهامته برهانا ودليلا .
الرابع : العباس كنيته أبو الفضل وأشهر ألقابه قمر بني هاشم ، وكان سلام الله عليه صاحب راية أخيه الحسين عليه السلام بكربلاء . وفاؤه وحبه ومواساته لأخيه وسائر فضائله الذاتية غنية عن التعريف ، وقد قال الشاعر في حقه :
أبا الفضل يا من أسس الفضل والإبا أبا الفضل إلا أن تكون له أبا
الخامس : زينب الكبرى سلام الله عليها عقيلة بني هاشم ، التي قال في حقها الإمام زين العابدين ( ... عالمة غير معلمة ... ) فضلها وجلالها معروف مشهور ، لقد شاطرت أخاها الحسين بالمصائب وساعدته على الجهاد وحفظ دين الله وهي أكبر بنات الإمام عليه السلام .
والسادس : أم كلثوم وهي فاضلة جليلة وكانت مع أخيها بكربلاء ، وأمها فاطمة الزهراء سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .
فضائله :
إحصاء فضائله عليه السلام فوق طاقة المخلوقين ، ولا يحصيها إلا الله الذي أعطاه ، وكفى في حقه وعلو شأنه ومقامه ، وأنه في طرف عن الخلائق ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا علي ما عرفك إلا الله وأنا ) ونكتفي في هذا المختصر بدرج حديث دل على ما تقرر ، في مناقب الخوارزمي ( ولو أن الأشجار أقلام والبحار مداد والجن والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ) . وحتى خطبه التي ألقاها على رعيته بمسجد الكوفة ورسائله التي أرسلها لعماله وغيرهم نوع من الإعجاز كما قيل : كلامه عليه السلام تحت كلام الخالق وفوق كلام المخلوق وقد جمعها السيد الشريف السيد الرضي وجعلها بين الدفتين كتاباً وسماه نهج البلاغة .
مدفنه عليه السلام : النجف الأشرف الذي أصبح في القرون الأخيرة مركزا لطلاب العلوم الدينية ، ومجمعا لفقهاء الجعفرية وعلماء الشيعة الإثني عشرية ، وحرمه الشريف مهبطا للملائكة وكعبة للطائفين والعاكفين والركع السجود ، تؤمه الملوك وتخضع على بابه السلاطين . كما قال الشاعر :
تزاحم تيجان الملوك ببابـه وتكثر عند الاستلام ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد ترجلت وإن هـي لم تفعل ترجل هامها
فاطمة الزهراء عليها السلام
أشهر أسمائها : فاطمة . وأشهر ألقابها : الزهراء .
وأشهر كناها : أم أبيها .
والدها : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
والدتها : خديجة أم المؤمنين سلام الله عليها .
زوجها : علي أمير المؤمنين سلام الله عليه .
ولادتها : على المشهور في يوم الجمعة ( 20 ) من جمادى الأخرى سنة ( 5 ) من البعثة بمكة المكرمة في دار أمها خديجة عليها السلام .
وفاتها : عاشت بعد أبيها ( 75 ) يوما على الأشهر ، و ( 95 ) يوما على الأقوى وتوجد روايات كثيرضعيف. وعمرها عند وفاتها ثمانية عشر سنة إلا أياما .
مدفنها : دفنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ليلا طبقا لوصيتها ولم يعلن للناس ، فأصبح قبرها مخفيا إلا لدى الخواص الذين حضروا دفنها ، وكانت هي راضية عنهم . واختلفت الروايات بين البقيع وبيتها والروضة التي بين قبر النبي صلى الله عليه وآله ومنبره.
أولادها : الإمامان الهمامان الحسن والحسين عليما السلام وزينب الكبرى وأم كلثوم ومحسن الذي سقط لما عصرت سلام الله عليها بين الحائط والباب . كما أن تلك العصرة كانت هي علة كسر ضلعها واستشهادها (سلام الله عليها) أيضاً .
فضائلها : لا تعد ولا تحصى كيف وهي الصديقة الكبرى والإنسية الحوراء والبتول الزهراء ومحور أصحاب الكساء وشفيعة يوم الجزاء صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .
الإمام
الحسن المجتبى عليه السلام
اسمه الشريف : الحسن . أشهر ألقابه : المجتبى .
أشهر كناه : أبو محمد الأول .
والده : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
والدته : فاطمة الزهراء عليها السلام .
ولادته : بالمدينة المنورة في ليلة الثلاثاء ( 15 ) شهر رمضان المبارك سنة ( 3 ) من الهجرة النبوية .
وفاته : يوم الخميس سنة ( 50 ) بعد الهجرة على قول في ( 7 ) من شهر صفر ، وعلى قول في ( 28 ) من هذا الشهر وكلاهما مشهوران.
علة وفاته : قضى سلام الله عليه مسموما شهيدا ، بمباشرة زوجته الملعونة جعدة بنت الأشعث أمرها وأغواها ومكر بها معاوية بن أبي سفيان . والقصة مشهورة.
مدفنه : أراد الإمام الحسين عليه السلام طبق وصيته إن أمكن دفنه عند جـده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن قامت عائشة وركبت بغلة مروان بن الحكم بتحريكه وإغوائه ، وجاءت مع أجلاف بني أمية ووقفت أمام بني هاشم وقالت نحوا ابنكم عن بيتي وقال لها عبد الله ابن عباس رضوان الله عليه :
تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت لك التسع من الثمن وبالكل تملكت
قالت وقالوا حتى رشقوا جنازة المجتبى عليه السلام بالنبال بأمرها وأبو عبد الله عليه السلام مقيد بوصية أخيه حيث وصاه بعدم إراقة الدم بعده ، فحملوا نعشه إلى البقيع ودفن هناك ، وقد أخرجوا من نعشه سبعين سهماً من سهام الفجرة . وقد مضى من عمره الشريف ( 46 ) عاماً وأشهر .
الإمام
أبو عبد الله الحسين عليه السلام
اسمه الشريف : الحسين . أشهر ألقابه : سيد الشهداء .
كنيته : أبو عبد الله .
والده : علي أمير المؤمنين عليه السلام .
والدته : فاطمة الزهراء سلام الله عليها .
ولادته : ولد بالمدينة المنورة في ضحى الخميس ( 3 ) شعبان المعظم على القول المشهور سنة ( 4 ) من الهجرة النبوية .
شهادته وسببها : قتل واستشهد سلام الله عليه مظلوما عطشانا ، مع خاصته من أولاده وإخوانه وبني عمومته وأصحابه ، ظلما وعدوانا بأرض كربلاء بأمر من يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان وبأمر من عامله عبيد الله بن زياد بن مرجانة لعنهم الله ، وكان الأمير على عسكره المشؤم عمر بن سعد بن أبي وقاص حتى ذبحوا طفله الرضيع العطشان بسهم حرملة ، ولم يبق إلا ولده الإمام زين العابدين وكان عليلاً مريضاً . وقاتله الذي حز رأسه الشريف وقطعه شمر بن ذي الجوشن وكان في يوم الجمعة بعد العصر (10 ) محرم الحرام سنة (61 ) من الهجرة . لما تخلف الفاسق الفاجر فرع الشجرة الملعونة في القرآن يزيد وتأمر على المسلمين ، وأخذ في هتك الإسلام وأراد محو الدين وشريعة سيد المرسلين بوصية من آبائه وأشياخه الذين لم يسلموا إلا خوفاً وطمعاً ، وكانت قلوبهم تغلي بغضاً وحسداً على رسول الله صلى الله عليه وآله وكانوا يتربصون بأهل بيته الدوائر ويتوقعون الفرص ، حتى إذا جلس سفيههم وأكفرهم على سرير الملك ، أظهر ما بطنوا وأفشى ما أسروا من الكفر والنفاق بقتل المسلمين والمؤمنين وسبى المسلمات ورمي الكعبة المشرفة بالأحجار وهو القائل :
لست من خندف إن لم أنتقم من بنى أحمد ما كان فعل
لعـبت هاشم بالـملك فلا خبر جاء ولا وحـيٌ نزل
فلذا نهض أبيُّ الضيم فرع الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء أبو عبد الله ، لحماية دين الله وحفظ شريعة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
نهض بأبي وأمي تلك النهضة الرنانة وصال تلك الصولة الفنانة ، ومزق الأعداء كل ممزق وفرق جمعهم وشتت شملهم وأفناهم عن آخرهم ومحاهم عن صفحة البسيطة ، فأصبحوا لا يرى حتى مساكنهم فَقُطِعَ دابـر الذين كفروا والحمد لله رب العالمين ( ومـثل كلمة خـبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ).
لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى أهل بيته وخاصته بوقعة كربلاء وتضحية سبطه ومهجة قلبه ، وأنه سوف يروي أبو عبد الله بدمه الشريف ودماء أنصاره شجرة التوحيد ، ويحيى شريعته بشهادته وشهادتهم عندما يريد أهل الشرك والنفاق قطع تلك الشجرة المباركة وإماتة الدين الحنيف .
وشهد كل من له أدنى معرفة بالتاريخ من المسلمين وغيرهم بذلك وقالوا : لولا قيام الحسين عليه السلام ونهضته المقدسة لوقع سهم الدولة الأموية في كبد الهدف ، ولقضوا على الدين وأماتوا شريعة سيد المرسلين وانهار التوحيد واندرس القرآن المجيد . ولكن الإمام قضى عليهم وعلى كفرهم يوم عاشوراء والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد .
مدفنه الشريف : كربلاء تلك التربة الطيبة الطاهرة والأرض المقدسة التي قال في حقها رب السماوات والأرضين مخاطبا للكعبة حينما افتخرت على سائر البقاع ( ... ولولا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا من تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك ... فقري واستقري ...).
وكذلك أصبحت هذه البقعة المباركة بعدما صارت مدفنا للإمام عليه السلام مزارا للمسلمين ، وكعبة للموحدين ، ومطافا للملوك والسلاطين ، ومسجدا للمصلين : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال . رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار . ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ).
الإمام
علي بن الحسين السجاد عليه السلام
اسمه الشريف : علي . كنيته : أبو الحسن .
أشهر ألقابه : السجاد وزين العابدين .
والده : الإمام الحسين عليه السلام .
والدته : شهربانويه أو شاه زنان بنت الكسرى يزدجرد . كما قال الفرزدق : وأن غلاما بين كسرى وهاشم ...
ولادته : يوم الخميس أو الأحد ( 5 ) شعبان على الأشهر سنة ( 38 ) من الهجرة .
وتوفيت أمه رضوان الله عليها في أيام النفاس على الأصح .
وفاته : توفي مسموما ليلة السبت ( 25 ) من المحرم سنة ( 95 ) في المدينة ودفن في البقيع عند عمه المجتبى عليهما السلام . وقد مضى من عمره الشريف ( 57 ) سنة ، وقد سمه هشام بن عبد الملك .
وله كتاب سمي بالصحيفة السجادية وهي مجموعة أدعيته ومناجاته عليه السلام ، التي حيرت عقول الحكماء والعلماء ببلاغتها وغزارة معانيها ، فلذا عرفت بأخت القرآن وهي بعد كتاب الله وكتاب أمير المؤمنين عليه السلام ( نهج البلاغة ) أفضل الكتب الدينية والمؤلفات المذهبية وأعلاها وأغلاه . وكان له زوجة واحدة غير الإماء ومن الأولاد ( 12 ) ذكرا و ( 4 أو 7 ) إناث .
الإمام
محمد الباقر عليه السلام
اسمه الشريف : محمد . كنيته : أبو جعفر . لقبه : الباقر .
والده : علي بن الحسين عليهما السلام .
والدته : فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام . وقال في فضلها الإمام الصادق عليه السلام ( ... كانت صديقة ولم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها ).
ولادته : ولد سلام الله عليه في يوم الجمعة أو الثلاثاء غرة رجب المرجب سنة ( 57 ) من الهجرة .
وفاته : توفي صباح السبت أو الاثنين في ( 7 ) ذو الحجة سنة ( 112 ) وله من العمر ( 57 ) سنة وأشهرا مسموما . وقد سمه هشام بن عبد الملك بن مروان ، ودفن في البقيع عند عمه وأبيه سلام الله عليهم أجمعين . عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا جابر . يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين ، يقال له محمد يبقر علم النبيين بقراً ، فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام ).
كان له من البنين خمسة ومن البنات اثنتان ومن الأزواج زوجتان غير الإماء
الإمام
جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
اسمه الشريف : جعفر . كنيته : أبو عبد الله الثاني .
لقبه : الصادق . والده : الإمام محمد الباقر سلام الله عليه .
والدته : أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وكانت من أفضل نساء زمانها وأزهدهن .
ولادته : ولد في فجر يوم الجمعة ( 17 ) ربيع الأول سنة ( 83 ) من الهجرة .
وفاته : توفي مساء الاثنين ( 25 ) شهر شوال سنة ( 148 ) بعد الهجرة وله من العمر ( 65 ) سنة وأشهراً . سمه المنصور الدوانيقي ودفن في البقيع عند جده وأبيه وعمه الحسن المجتبى صلوات الله عليهم أجمعين .
وكان له من البنين سبعة ومن البنات ثلاثة ، ومن النساء زوجة وسراري .
لقد تمتع الإسلام والمسلمون في زمانه بالمعارف الإلهية والحكم النبوية والأسرار العلوية والحقائق الدينية ، من الأصول والفروع في مكتبه ومدرسته بعد ما كان محظوراً في عصر الأمويين الغاصبين الظالمين .
فقصـده الطالبون من مختلف البلاد والأقاليم حتى اجـتمـع في مـحضره أربعة آلاف طالب علم ، فألقى عليهم سلام الله عليه من غوامض الحكم وحقائق العلوم ، وأظهر ما أخفى آباؤه وأجداده خوفا من فراعنة بني أمية . ففي أواخر الدولة الأموية وضعفهم ، وأوائل الخلافة العباسية وغفلتهم أشرف الحق على حريته قليلا ، وحصلت فترة صغيرة للظلم والجور والضغط على أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي . فاغتنم الإمام هذه الفرصة الثمينة فتصدى لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، فشرع بترويج حقائق الشريعة وإظهار أسرارها ، وبيان رموزها ونشر أحكامها ، حتى أشرقت شمس الهداية على البلاد ، وسطع نور العلم على العباد من الحاضر والباد ، وكل أخذ على قدر ذوقه واستعداده واشتياقه من الحكمة والفقه والأخلاق ، ومن أنواع العلوم الغريبة كالكيمياء وغيرها . وإن كان في أواخر عمره عليه السلام حسده المنصور وشدد عليه الضغط ولم يترك له مجالا للتدريس والتعليم ولكنه سلام الله عليه قد استوفى حظه في تلك الفترة ، وسدل أشعة معارفه على مشارق الأرض ومغاربها وأرسل عنوان التشيع إلى شعوب الأمة وقبائلها ، ومن هنا سميت الشيعة الإثنا عشرية بالجعفرية ، وأصبح رئيسا للمذهب صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين وأبنائه الطاهرين وأصحابه المكملين وشيعته المقهورين أجمعين ما دامت السماوات والأرضين .
الإمام
موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
اسمه : موسى . كنيته : أبو الحسن الأول . أشهر ألقابه : الكاظم .
والده : الإمام جعفر الصادق عليه السلام .
والدته : حميدة البربرية رضوان الله عليها .
ولادته : وُلِد ضحوة الأحد ( 7 ) من شهر صفر المظفر سنة ( 128 ) هجرية في ( إيواء بين الحرمين ) .
وفاته : توفي ليلة الجمعة ( 25 ) من شهر رجب المرجب سنة ( 183 ) هجرية . سمّه الرشيد العباسي وارتحل إلى جوار ربه في سجنه ببغداد ودفن في مقابر قريش المعروفة اليوم بالكاظمية .
وكان له من البنين ( 23 ) ومن البنات ( 37 ) وعلى قول ( 18 ) من البنين و ( 19 ) من البنات .
اشتد الضغط عليه بعد أبيه عليهما السلام من جهة الدولة العباسية فتحير الشيعة في معرفة الإمام وكثرت الدعايات . فمنهم من قال بإمامة أخيه إسماعيل الذي مات في حياة والده الهمام ، ومنهم من قال بإمامة أخيه الأكبر عبد الله الأفطح ، ولكن الأكثرية اجتمعت على إمامته بتبليغ من خواص أبيه الذين عرفوه بنص من آبائه وأجداده الطاهرين ، والذي شهدوا منه من الآيات والكرامات . وأما الفطحية فقد انقرضوا ولم يبق لهم أثر . وأما الإسماعيلية فاستفحلوا في عصر ملوك الفاطميين في أنحاء البلاد الإسلامية
الإمام
علي بن موسى الرضا عليه السلام
اسمه الشريف : علي . كنيته : أبو الحسن الثاني .
أشهر ألقابه : الرضا والضامن .
والده : الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام .
والدته : نجمة المكناة بأم البنين رضوان الله عليها .
ولادته : وُلِد ضحى الجمعة أو يوم الخميس ( 11 ) من ذي القعدة سنة ( 148 ) أو ( 153 ) هجرية بالمدينة المنورة .
وفاته : توفي ظهر يوم الجمعة ( 17 ) من شهر صفر المظفر ، أو في آخره وكلا القولين قويان.
وقد سمه المأمون العباسي بعنب أو رمان في خراسان ، ومرقده الشريف في سناباد طوس المعروف الآن بالمشهد المقدس سنة ( 203 ) هجرية . وعلى قول كان له من البنين خمسة ومن البنات واحدة ومن الأزواج زوجة وسراري .
وقد توقف بعض وكلاء والده الهمام في إمامته وأنكروها طمعا في حقوق اجتمعت عندهم من الشيعة ، وتبعهم جماعة من دون بصيرة وسموا بالواقفية ، ولكن انقرضوا.
وامتاز سلام الله عليه عن آبائه الطيبين وأجداده الطاهرين بزواره ، فلا يزوره إلا الخواص من الشيعة . أعني الإثني عشرية لأن المعترف بإمامته معترف بإمامة الأئمة من بعده ولم يشذ منهم أحد .
الإمام
محمد بن علي الجواد عليه السلام
اسمه الشريف : محمد . كنيته : أبو جعفر الثاني .
أشهر ألقابه : التقي والجواد .
والده : الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام .
والدته : الخيزرانة رضوان الله عليها .
ولادته : ولد في المدينة المنورة ليلة الجمعة في ( 10 ) من شهر رجب المرجب على القول المشهور سنة ( 195 ) هجرية .
وفاته : سمته أم الفضل بنت المأمون بأمر من المعتصم العباسي .
وارتحل إلى جوار ربه في اليوم الآخر من شهر ذي القعدة سنة ( 220 ) هجرية ، ودفن عند جده موسى بن جعفر بالكاظمية .
وكان له زوجة وجارية وابنان وابنتان . وهو سلام الله عليه أصغر الأئمة عمرا ، ومع صغر سنه حير عقول العلماء بعلمه ومعارفه ومعاجزه وكراماته ، وقصته مع يحيى بن الأكثم قاضي زمانه في مجلس المأمون معروفة مشهورة كيف أفحمه في جوابه لسؤاله وسؤاله عليه السلام منه .
الإمام
علي بن محمد الهادي عليه السلام
اسمه الشريف : علي . كنيته : أبو الحسن الثالث .
أشهر ألقابه : النقي والهادي .
والده : الهمام محمد بن علي الجواد سلام الله عليهما .
والدته : سمانة المغربية المعروفة بالسيدة رضوان الله عليها .
ولادته : ولد في يوم الثلاثاء ( 2 ) شهر رجب الأصم سنة ( 214 ) أو النصف من ذي الحجة سنة ( 212 ) من الهجرة .
وفاته : يوم الاثنين ( 3 ) شهر رجب المرجب سنة ( 254 ) هجرية وقد سمه المعتز العباسي ودفن سلام الله عليه في سامراء .
وكان له من البنين أربعة ومن البنات واحدة ومن الأزواج أم ولد .
وقد روت منه رواة الشيعة عجائب الأخبار وحملت غرائب الآثار ، ومن جملتها الجامعة الكبيرة في زيارة الأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين ، جمع فيها فضائلهم ومناقبهم وأشار إلى درجاتهم الرفيعة ومقاماتهم المنيعة . وحقيق على الموالي أن لا يتركها عند زيارته إياهم ويقرُّ بمضامينها العالية السامية جَنانُه كما يعترف بها لسانه . فهي كنـز من كنوزهم التي حوت جواهر المعاني وحقائق العقائد .
الإمام
الحسن بن علي العسكري عليه السلام
اسمه الشريف : الحسن . كنيته : أبو محمد .
أشهر ألقابه : العسكري .
والده : علي بن محمد الهادي سلام الله عليهما .
والدته : ريحانة وكانت من المؤمنات الصالحات جليلة القدر معظمة في عصرها .
ولادته : وُلد يوم الجمعة ( 8 ) ربيع الثاني سنة ( 232 ) هجرية .
وفاته : توفي يوم الجمعة ( 8 ) ربيع الأول سنة ( 260 ) . سمه المعتمد العباسي ودفن عند أبيه الهمام بسر من رأى .
وكان له من الأزواج واحدة أم ولد وهي السيدة نرجس ، ومن الأولاد ابن واحد وهو إمام العصر عليه السلام .
الإمام
المهدي المنتظر عليه السلام
اسمه الشريف : اسم جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنيته : أبو القاسم . لقبه : المهدي والقائم .
والده : الهمام الحسن العسكري عليه السلام .
والدته : مليكة ويقال لها ( نرجس ) بنت يشوعا ابن القيصر ملك الروم ، وجدها من جهة الأم شمعون وصي المسيح عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام ، وكانت وحيدة زمانها في الكمال والمزايا .
ولادته : وُلد في ( 15 ) شعبان المعظم يوم الجمعة سنة ( 255 ) هجرية . عاش مع والده خمس سنين وعدة أشهر . وكان محجوبا عن الناس إلا عن الخواص ، غاب غيبته الصغرى والكبرى وهو الآن حي باق بقدرة الله حتى يظهر بإذنه عز وجل ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا .
الغيبة الصغرى :
كان له - أرواحنا فداه - بعد والده الهمام في زمان غيبته نواب وسائط بينه وبين شيعته ، يستلمون الحقوق الشرعية منهم ويقدمون مسـائلهم وحوائجهم إلى الإمام الحجة عليه السلام ويوصلون الجواب إليهم . وهم السفراء الأربعة .
أول السفراء : عثمان بن سعيد الأسدي .
وكان قبل الإمام الغائب نائبا خاصا عن طرف جده وأبيه عليهما السلام ، وكان أمينهما ومحل وثوقهما طبقا للروايات الواردة عنهما في حقه . فالتوقيع كان يخرج بواسطته وعلى يده . وفي سنة ( 280 ) هجرية لبى نداء ربه ، ودفن ببغدادرضوان الله عليه .
ثاني السفراء : أبو جعفر محمد بن عثمان .
خرج التوقيع من الناحية المقدسة إلى عثمان بن سعيد نصاً في نيابة ولده ، فأصبح أبو جعفر بعد وفاة أبيه سفيراً للحجة ومرجعا للشيعة . وكان محمد بن عثمان عظيم الشان ومظهراً للكرامات وخوارق العادات ،. وخص بفضائل لا يسعها هذا المختصر . وارتحل إلى جوار ربه في سنة ( 305 ) بعد الهجرة ودفن ببغداد قريب تربة والده رضوان الله عليهما .
ثالث السفراء : أبو القاسم حسين بن روح النوبختي .
خرج التوقيع إلى أبي جعفر محمد بن عثمان أن يعيِّن حسين بن روح من بعده نائبا خاصا عن الحجة . وكان وجيها عند الخاصة والعامة ومتمسكا بالتقية فقام بوظائف النيابة حتى توفي في سنة ( 326 ) هجرية ودفن ببغداد .
آخر السفراء : أبو الحسن علي بن محمد السيمري .
افتخر بالنيابة الخاصة بنص من الإمام الغائب الحجة ، وخرجت التوقيعات على يده وقام بالواجب كما ينبغي . وارتحل إلى جوار ربه في سنة ( 329 ) هجرية ودفن ببغداد .
وفي سنة وفاته مات كثير من العلماء والمحدثين وحملة الأخبار ، وسميت تلك السنة بعام ( تناثر النجوم ) وقد تناثرت فيها من النجوم ما لا تحصى . وينبغي لكل اثني عشري وبالأخص الزائرين أن يتشرفوا بزيارة هؤلاء السفراء الأربعة ببغداد ، ولا يعرضوا عن هذا الثواب العظيم وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى آمين .
الغيبة الكبرى :
وقعت الغيبة الكبرى بعد وفاة أبي الحسن علي بن محمد السيمري . ومدة هذه الغيبة إلى وقت ظهوره صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، ولا يعلم زمان ظهوره إلا الله تبارك وتعالى .
والشيعة أمروا في أمورهم الشرعية أن يرجعوا إلى الفقهاء ورواة الأحاديث كما خرج التوقيع بذلك : ( أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ). فأصبح كل فقيه قد تم فيه شروط التقليد مرجعا للشيعة الإثني عشرية .