أهل البيت عليهم السلام
هم آل النبي وعترته، أي: آل رسول الله وأصحاب الكساء والذريّة الطاهرة لنبي الإسلام، ويعد الإمام الحسين عليه السلام وأخوته وأخواته وأبنائه وأقاربه من ذرية النبي ممّن شهد معه واقعة الطف من أهل البيت، ومحبّة أهل البيت من جملة ما أوصى به الله والرسول. فقد جعل القرآن الكريم أجر رسالة النبي مودة أهل بيته:
{..قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى..}(الشورى/23)
واعتبر الرسول مكانتهم في هداية الأمة وإنقاذ محبيهم كمثل سفينة نوح، فقد روى أبو ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
((إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا ومن تخلّف عنها غرق))(بحار الأنوار 121: 23، كنز العمال 12:ح34144).
واستنادا إلى ما جاء في الروايات فانّ طاعة الأئمة فرض، ومودتهم واجبة، وعصيان أمرهم ذنب، وكل من مات على حبهم مات شهيدا، وولايتهم فرض وسبب لقبول الأعمال وجواز لعبور الصراط، وأنّ عدوّهم عدو الله.
روي أن أبا بصير سأل الإمام الصادق عليه السلام: من هم آل محمد ؟
قال : ذريته.
فقال : ومن هم أهل بيت محمد ؟
قال: الأئمة الذين هم أوصياءه.
فقال: ومن هم العترة ؟
قال: أصحاب الكساء(بحار الأنوار 216:25).
أهل البيت بمنزلة حلقة الوصل بيننا وبين الله، ولو انقطعت هذه الصلة لانقطع ارتباطنا بالله، ولهم دور كبير في تعليم وتبيين معارف الدين؛ إذ لا بد من معرفة القرآن وإدراك حقائقه منهم، لأن علمهم من الله وقد نشأوا في بيت الوحي، وهم ورثة علوم النبي بهم تكون الشفاعة والتوسل، ومن جملة مهامهم تنقية الدين من التحريف، ومحاربة البدع.
ومثلما يتعلم التلميذ الكتاب بواسطة المعلّم فإنّ أئمة أهل البيت هم المعلمون لهذا الكتاب. ولو خلا الصف من المعلم فلا جدوى من الكتاب لوحده. ولهذا السبب اعتبرت أطروحة ((حسبنا كتاب الله ))خاطئة . فهذين ((الثقلين)) لا ينفصلان عن بعضهما إلى يوم القيامة والمثول في جوار حوض الكوثر.